و عاد اليوم الذي يملأ الدنيا تلزيقاً… عاد الڤالنتاين داي يوم الاڤورة الأعظم، اليوم الذي تتحول فيه الشوارع و انبوكس التليفونات و صفحات المواقع الاجتماعية باللون الأحمر قلوباً و وروداً و دباديباً و كتاكيتاً و عصافيراً و حاجة آخر زروطة. عاد اليوم الذي يجد فيه كل مرتبط و مرتبطة ثقلاً اثر مسئولية غرامة شراء هدية و خروجة و عشوة و ابتسامة بلهاء لا بد وان لا تفارق شفي كل منهما و كأنه لو ماعملش كده هايدخل النار، يوم الحب الإجباري المصطنع في اغلب الأحيان. عاد اليوم اللي تلاقي فيه راجل شنبه واكل ثلثين وجهه و عضلاتة هاتقطع البروفل و هو ماشي في الشارع شايل دبدوب او بوكس احمر او بلونتين حمر و هو اضعف الإيمان. عاد اليوم الذي تتكدس فيه خزائن بتوع الورد و الهدايا و اصحاب المطاعم و الكوفيهات بفلوس راجل او ولد قاعد قدام ست او بنت بيبذلوا مجهود مضني في البحث عن كلمات و كليشيهات عشان الوقت يجري و الليلة تعدي. اليوم الذي اذا استطاع احد الطرفين ان يستجمع كل شجاعته و اعترف للطرف الآخر انه بيتنفخ منه – و عادة ما يكون الرجل – أقول لو اعترف بانه مابيحبش اليوم ده، تبقي وقعة اللي خلفوه اسود من قرن الخروب، و سرعان ما سوف ترشقه حبوبته بانه محبط، و مش رومانسي، و مابيحبهاش، او مبقاش بيحبها. ده بالنسبة للمرتبطين. اما بالنسبة للسينجلز اللي مش حابين في قصة حب، فقد عاد اليوم الذي يذكرهم بوحدتهم، او بميلة بختهم. اليوم الذي يبرز علي سطح مشاعرهم الحقد و حسد المرتبطين، و سواء بقصد او بدون قصد تجدهم طسوهم عين تجعل خروجة جوز الحبيبة دول اوسخ خروجه خرجوها في السنه. و فيه نوع تاني من غير المرتبطين تجدهم بيسخروا من اليوم ده بأڤورة برضه من باب الرغبة في التأكيد لمن حولهم انهم مش فارق معاهم وحدتهم و انهم damn strong زي مانا بأعمل دلوقتي كده. بصراحة و طول عمري و الله حتي لما باكون بأحب في قصة حب، طول عمري باتنفخ من اليوم ده و اڤورة مشاعر اليوم ده. أصل انا مش فاهم بعني ايه عيد حب ؟!!! ماهو المفروض اننا بنحب بعض كل يوم، نعمل ايه مختلف يوم النيلة الڤالنتاين ده، نحب بعض بزيادة شوية ؟!!! و بعدين بالنسبة للحب السنة دي بالذات، اخبار الحب ايه، يا تري هايحتفلوا ازاي بالڤالنتاين في أقسام الشرطة، او مجلس الشعب، او نقابة الأطباء، او نقابة الصحفيين، او نادي الزمالك، او وزارة السياحة، او سفارة إيطاليا، الخ الخ الخ. و النبي لما نبقي نفتكر يعني ايه نحب بعض الاول من غير أعياد نبقي نحتفل احتفال كبير بأننا رجعنا بني آدمين. بلا ڤالنتاين بلا وكسة