في رايي أن العالمية هي لغة السينما في ذاتها التي تستطيع أن تقوم بعمل هذا التواصل الانساني والتفاهم الوجداني بين العديد من البشر من ثقافات متعددة ولغات مختلفة مصطلح العالمية هو مصطلح ملتبس للغاية “زي مصطلح السينما المستقلة كده” ونسبي للغاية ولكن ما هي العالمية التي يبحث عنها الجميع ؟
عندما تتناول قضية إنسانية يمكن أن تحدث في اي مكان في العالم ويمكن أن يشعر بها اي أنسان ,أن تحدث له شخصيا أو في محيط حياته فتلك قضية عالمية تعبر حدود اللغة والثقافة المختلفة
في وقت من الاوقات كانت السينما المصرية جزءا من السينما العالمية وذلك عندما كانت مصر نفسها مركزا عالميا في الفن والثقافة والازياء والعمارة والادب …الخ
ولان السينما هي إنعكاس لحال الثقافة بوجه عام فحالة التردي المجتمعي والثقافي والاقتصادي منذ أكثر من ثلاثين عاما أثرت بشكل كبير علي واقع ووضع السينما المصرية وسط سينمات العالم وجعلتها أكثر محلية توجه أكثر وأكثر نحو السوق المصري فقط وحتي الاسواق والسينمات العربية لم تعد هما شاغلا لصناعها حتي تحول الفيلم المصري بشكل عام ” مع عدد من الاستثناءات سنويا” الي الفيلم الكوميدي الخفيف الذي لا يعبر ولا يضيف شيء الا الضحكات لمشاهديه والجنيهات لمنتجيه
أذكر في دبي أحد أصدقائي وهو يقول لي أن الفيلم المصري بالنسبة له تحول الي فيلم خفيف يدخله ليضحك وينصرف ولا يفكر فيه مرة أخري بعد أن كان يشاهده ليعرف الكثير عن الوطن العربي ومصر والمصريين وكيف يعيشون ويفكرون ؟
عندما كنت أحضر اي مهرجان مثل برلين او فينيسيا أو غيرهم كنت أجد العديد من الجنسيات خارج الوطن العربي والشرق الاوسط لا يعرفون أن هناك سينما مصرية من الاساس والان أنا أقوم بتصوير فيلمي الجديد هنا في لوس أنجلوس بالولايات المتحدة أجد ايضا أن لا أحد يعلم عن وجود سينما مصرية من أوائل سينمات العالم المتحضر
كانت السينما المصرية ليوسف شاهين وكمال الشيخ وصلاح أبو سيف وغيرهم عالمية بحق وتعكس تطور المجتمع المصري والثقافة المصرية بحق
جيل الثمانينات أيضاً ساهم في هذا الطيب و داوود و خان و بشارة و الميهي وسعيد مرزوق بافلامهم التي تبقي حتي الان باقية تنقد و تناقش الواقع المصري والعربي بعمق شديد
عباس كياروستامي المخرج الايراني الاشهر قام بعمل فيلم ياباني باللغة اليابانية وأصغر فرهادي المخرج الايراني الحائز علي الاوسكار قام بعمل فيلم باللغة الفرنسية وغيرهم كثيرين أيضا , إنه تحدي في غاية الاثارة أن تعبر عن نفسك كمخرج بلغة أخري غير لغتك الام مستخدما لغة السينما الانسانية التي تعبر الحدود والثقافات واللغات
إحساسي وانا أقوم بعمل فيلمي بلوس انجلوس “تراينجلز”أومثلثات” بالغة الانجليزية وليس العربية وأقوم بتوجيه الممثلين وطاقم العمل الذي يعمل معي هو تحدي لكي تستطيع أن تعبر عن نفسك بافضل صورة لغويا وبصريا ,أيضا لتجد ما هو مشترك بين ثقافتك وثقافة الاخرين والهموم المشتركة التي تجمع الانسان من كل مكان
أثق أن هناك جيل الان يحاول أن يدفع بالسينما المصرية لكي تعود مرة أخري الي مصاف السينما العالمية التي يمكن أن يراها الناس من مختلف الثقافات وأن يعمل ايضا في السينما العالمية نسها ليعبر عن ثقافته وهمومه وأفكاره ويغني تجربته الفنية والانسانية والعالمية.