في العادة تعد المسابقة الرسمية لمهرجان برلين السينمائي الدولي من أقوي المسابقات علي مستوي العالم , وان أغلب اكتشافاته الفنية تحققا نجاحا كبيرا علي المستوي العالمي ويتم ترشيحها بعد ذلك الي أرفع الجوائز في مسابقات الأفلام المختلفة في كل دول العام
ولكن هذا العام وخلال دورته ال66 والتي ستنتهي فعالياتها مساء اليوم بإعلان جوائز المسابقة الرسمية لم نري كم الأفلام المتميز. ولم نري أيضا بوادر سخونة أو منافسة قوية بين الأفلام , وكانت مسابقة هذا العام هي الأضعف بشهادات كبار نقاد السينما , فلم نري مثلا الفيلم التحفة أو الاكتشاف العظيم , بل كانت معظم الأفلام ما بين الجيد والجيد جدا وان ظل المعظميتجه مؤشره ناحية الجيد فقط
فيلم واحد فقط هو الذي شهد شبه إجماع , هو الفيلم الذي استطاع مخرجه ان يقدم حالة مختلفة ومثيرة متماشية مع رسالة المهرجان هذا العام وهي أزمة اللاجئين وهو الفيلم الوثائقي الإيطالي “نار في البحر ” للمخرج المتميز جيان فرانكو روزى الذي يشارك لأول مرة في برلين , رغم انه احد ايقونات السينما الحديثة حيث فاز عام 2013 بجائزة الأسد الذهبي من مهرجان فينيسيا السينمائي الدولي عن فيلمه الوثائقي “الطريق الدائري”
وتأتي قوة الفيلم ليس فقط في موضوعه ولكن في طريقة السرد , فلم تشعر للحظة واحدة إنك أمام فيلم وثائقي تقليدي يحمل شهادات لبعض الأشخاص امام الكاميرا ولكن الكاميرا هي من ترصد حياة أهل جزيرة لامبيدوزا الإيطالية فى صقلية من خلال الطفل صامويل واسرته ومراكب الهجرة غير الشرعية التي تأتي محملة بالافارقة والعرب للهروب من جحيم بلادهم الي أوروبا
الفيلم يحمل المأساة الإنسانية التي يتعرض لها اللاجئون في العالم , والتي عرضت خلال الفيلم من احد الشاب الافارقة عندما قال إنه فر من بوكو حرام فى بلاده إلى ليبيا عبر الصحراء، فوجد داعش في ليبيا وانهم يضطروا أحيانا الي شرب البول كي يستمروا في الحياة
حتي ان هناك إيمان قوي من المخرج جيان فرانكو بهذه القضية التي يقدمها كرسالة للعالم , وأكد جيان انه مهتم بقضية اللاجئين وانه يسعي بهذا الفيلم للوصول الي حل مؤكدا ان الفيلم لن يحل بالطبع أزمة اللاجئين ولكن لعل وعسي يكون سببا ,ولكن انا كصانع سينما وظيفتي ان أعرض ما اراه ,وليس لأقدم الحلول, ولكن اتمني ان تحل هذه اللازمة قريبا
وقد حصل علي الفيلم أيضا علي اعلي تقييم وفقا لمجلة “سكرين انترناشيونال” من بين كل أفلام المسابقة، حتي في حالة عدم فوز هذا الفيلم لن يكون هناك فيلم أخر يستحق
اما علي مستوي التمثيل فبما ان الأفلام غير عظيمة فان مستوي التمثيل ايضا لم يكن عظيما , ولن نري الذي حقق لاي ممثل نقلة في حياته او قدمه بشكل مثير ومختلف فلم تكن هناك مرشحة لجائزة أفضل ممثلة سوي “ايزابيل هوبير” عن الفيلم الفرنسي “أشياء قادمة” وأيضا بطلة الفيلم الألماني “24 أسبوعا” , اما بالنسبة لجائزة الرجال فالأبرز كانا جود لو وكولين فيرث ابطال الفيلم البريطاني “عبقري” اخراج ميشيل جرانداجي والمرشح أيضا بقوة لجائزة العمل الأول
أيضا من الأفلام المتوقع أن تحصل علي جائزة الفيلم الألماني “وحيدا في برلين ” اخراج فنسنت بيريز , والفيلم السويدي “أشكال الحب المتحدة ” وأخيرا قد يكون هنا مفاجئة في انتظار الفيلم التونسي “بنحبك هادئ” لأنه أحد الافلام المتميزة في المسابقة