هل المستوي الفني لاي عمل هو وحده الذي يحسم مشاركته في اي مهرجان دولي كبير ؟ وهل هذا وحده الذي رجح كفة فيلم “اشتباك” للمخرج محمد دياب علي فيلم “يوم للستات” للمخرجة كاملة ابو ذكري ..الاجابة بالطبع لا
للأسف هناك مهرجانات كبري لا تعترف فقط بالمستوي الفني ولكن هناك عوامل أخري كثيرة تساهم في أختيار عمل عن أخر وتدعم عمل علي أخر
أهمها ” عدد الافلام المقررة في المسابقة , (طبيعة بلد المنشا ) وعلاقتها بالسينما فاذا كان أول فيلم مثلا فسيكون له دوافع أقوي كما حدث عام 2013 في أول فيلم من كازخستان عرض في المسابقة الرسمية لمهرجان برلين , (الدول المشاركة في إنتاج الفيلم) وياحبذا اذا كانت هذه الدوليقام علي أرضها أحد المهرجانات الكبري مثل فرنسا والمانيا وأيطاليا وأمريكا ,( قضية الفيلم ) فهل قضية الفيلم تتناسب مع توجه المهرجان وسياسته خلال دورته المنعقدة أم لا , وهذا ما حدث أيضا هذا العام في مهرجان برلين عندما أختار مجموعة من ألافلام عن اللاجئين خلال أحتفائه وتوجيه دورته للاجئين وكما فعلها مهرجان كان بعد الثورة وعرض فيلمي “18 يوم” و”صرخة نملة” , (أسم المخرج وتاريخه الدولي ) مع المهرجانات فهذا يهم بعض المهرجانات التي تفضل أن تضم مسابقتها أسماءا كبيرة في عالم الاخراج ..الخ
وبذلك يكون الجزء الفني المتعلق بمستوي الفيلم “إبرة في كوم قش” كما يقولون وسط كل هذه المقاومات
ووسط كل هذه المقاومات أيضا نستطيع أن نعرف لماذا انحاز مهرجان كان السينمائي الدولي لفيلم “اشتباك” علي حساب “يوم للستات” أو أي فيلم مصري أخر
أولاها أن فيلم “اشتباك” انتاج فرنسي مصري أماراتي الماني بينما فيلم “يوم للستات” أنتاج الهام شاهين
ثانيا أن شركة Pyramide International التي تتولي توزيع الفيلم في فرنسا والعالم وهي أحد أهم شركات التوزيع في العالم ولها كلمة مؤثرة في المهرجانات الكبري بينما فيلم “يوم للستات” توزعه في الخارج الهام شاهين أيضا أو الشركة الكويتية مثلا ..وهذا بالطبع ليس تقليلا في شأن النجمة الكبيرة التي صمدت لانتاج هذا الفيلم
ثالثا أن قضية فيلم “اشتباك” والتي تكشف عن شكل العلاقة بين أطياف المجتمع المصري بعد سقوط الرئيس مرسي تظل نقطة مهمة وجذابة وشيقة لكل مهرجانات أوربا والعالم بينما حرية المراة في العالم الثالث والتي يطرحها فيلم “يوم للستات” قد لا تكون في قائمة أهتمامات وأولويات مهرجان كان هذا العام
أذن وبعد كل ذلك تستطيع أن تستوعب ماذا يحدث في كواليس المهرجانات ؟ وكيف يتم أختيار الافلام ؟ واذا كان ذلك ذكاءا من المنتج والسيناريست محمد حفظي الذي يسعي بكل الطرق في وضع أسم مصر علي قائمة المهرجانات الدولية فهذا ليس ضعفا من المخرجة كاملة أبو ذكري لانها مخرجة كبيرة وتحتاج فقط لفرصة أكثر تكامل , ولكن الشيء الوحيد الذي يجب أن نفرح له ونفتخر به هو حماسنا ورغبتنا في رفع أسم بلادنا في هذه المهرجانات بشكل محترم ويتناسب مع تاريخنا العريق