كالعادة نجحت الفوضي في أن تسيطر علي إيرادات أفلام موسم عيد الأضحي وأصبحت كل الإيرادت المعلنة يشوبها عدم الدقة بعد أن قررت كل شركة أن تضعها كما تشاء بسبب غياب غرفة صناعة السينما من جهة وأيضا عدم وجود ثقة بين شركات الإنتاج والتوزيع بالاضافة لعدم وجود كيان أو جهة مسؤولة عن إصدار كشف دقيق بالإيرادات

هذه العشوائية  فرضت حالة أرتباك واضحة علي كل الإيرادات التي تم إعلانها خلال الإيام الماضية بعد أن قررت كل شركة أن تثبت تفوقها علي الاخري خاصة شركتي  نيوسنشري المنتجة لفيلم “كلب بلدي” التي تسعي أن تثبت تفوقها علي الجميع خاصة شركة السبكي التي يعرض لها فيلمي “حملة فريزر” و”عشان خارجين” والتي اضطرت أن تحمي نفسها هي الأخري باصدار إيرادات تثبت فيها تفوقها علي شركة نيوسنشري وأصبح المركز الثاني تائها بين الشركتين ولا أحد يعرف أيا من الجهاتين أصح ؟ فهل هو “كلب بلدي” أم “عشان خارجين” فالحقيقة لاتزال غائبة ولم يعد هناك حقيقة مثبتة في هذا الموسم سوي صدارة أحمد حلمي للإيرادات ووجود محمد سعد في المؤخرة

لا أحد ينكر وجود صراع خفي أحيانا ومعلن أحيانا أخري بين شركة نيوسنشري والسبكية باعتبار إنهما المسيطران علي السوق الأن فلا أحد ينتج بانتظام غيرهما بعد أن خرجت معظم الكيانات الكبري من السوق كالشركة العربية والشركة المتحدة “الثلاثي” وأيضا مصر للسينما ووليد صبري فكل هذه الكيانات أصبحت تكتفي بالتمثيل المشرف في مواسم مختلفة بينما السيطرة أصبحت في يد الشركتين سالفتين الذكر ووسط هذا الصراع أختفت بالتأكيد الحقيقة حتي أن بعض الجهات اضطرت  أحيانا  لشراء تذاكر أفلامها لتثيت هذا التفوق بل تقلل من إيرادات أفلام الشركة الأخري لتزيد من البلبلة وتعلن تفوقها باكتساح

الأزمة وصلت ذروتها في ثالث أيام العيد عندما أعلنت شركة نيوسنشري بأن فيلمها “كلب بلدي” حققخلال هذا اليوم مليوني و23 الفا وذكرت في البيان نفسه بأن فيلم “عشان خارجين” حقق مليون و187 الفا بينما حقق “حملة فريزر” مليون و93 الفا  ليعلن تفوقه وباكتساح عن أقرب المنافسين , بينما كشفت شركة السبكي عن كشف أخر للإيرادات معتمدا من الشركة العربية والثلاثي يؤكد فيه تفوق أفلامه علي فيلم نيوسنشري , فتغيرت الإيرادات تماما حيث ظهر فيلم “كلب بلدي” محققا مليون و658 لفا بينما حقق فيلم “عشان خارجين” مليون و717 الفا كما حقق “حملة فريزر” مليون و677 الفا وهنا اتضح تفوق فيلمي السبكي علي فيلم “كلب بلدي” في اليوم نفسه وبين هذا البيان والأخر أتضحت حالة الارتباك والعشوائية وعدم الدقة

الحقيقة أن الأزمة لن تحل طالما هناك صراعا وعدم ثقة بين الشركات من جانب وعدم وجود جهة واحدة مسؤولة عن الإيراد من جانب أخر , حتي غرفة صناعة السنيما المسؤولة عن إصدار كشف بالايراد لم يعد لها حول ولا قوة فهي تتلقي الإيراد من الشركات مثل الاخرين ولا تستطيع أن تتأكد من صحة هذه الإيرادات بعد أن أصبحت الشركة المنتجة هي نفسها الموزعة فغابت الحقيقة وسط المصالح وبسبب ذلك رفضت الغرفة أن تتدخل في هذه الفوضي وتركت الساحة للشركات لتتحدث كما تشاء وتعلن ما تريد !

الإجابة عن الإيرادات الصحيحة لا تملكها سوي “الضرائب” التي تحصل جزءا من تذاكر الفيلم ولكن حتي ننتظر كشف الضرائب فالايرادات لن تعلن الا بعد سنة, وبذلك فلا أحد يصدق الإيرادات طالما سيطرت هذه الحالة علي السوق وعلينا أن نكتفي فقط بمشاهدة الأفلام !