
بعد أسبوعي عرض لفيلم “علي معزة وإبراهيم” في دور العرض المصرية لم ينجح الفيلم في تجاوز حاجز الربع مليون جنيه رغم أن الفيلم يعد من أبرز الأفلام الكوميدية الذي عرضت هذا الموسم بل هذا العام , وسبق وشارك الفيلم في المسابقة الرسمية لمهرجان دبي السينمائي خلال دورته الماضية ,وحاز جائزة أحسن ممثل لعلي صبحي ونال العديد من ردود الفعل الإيجابية علي مستوي الصحافة الاقليمية والعالمية
ورغم كل ذلك الجمهور لم ينصفه, ليس لأنه لم يعجبه ولكن لأنه لم يمنح لنفسه الفرصة ليشاهد تجربة مختلفة شكلا ومضمونا وتحمل رائحة من التمرد والتغير علي شكل ونوع الأفلام السائدة
إيرادات الفيلم لم تعبر بالطبع عن أهميته ولا قيمته الفنية مثل العديد من الأفلام التي ظلمها الجمهور ثم انصفها التاريخ , وعلي معزة من هذه النوعية التي سيكتسب نجاحه من عرضه تليفزيونيا
عدم شهرة أبطال العمل ساهم في ضعف الايرادات لأن الجمهور لا لم يعد لديه القدرو للمغامرة ويريد أن يدفع قيمته التذكرة لنجم يحمل قدرا من الضمان بالنسبة له , ولكن تجربة علي معزة تحديدا لم تكن تصلح لنجوم شباك لان أختيار الممثلين جزء من حالة التغير والتمرد وتنسجم في طيات التجربة وبدونها تتفكك صواميلها
فيلم علي معزة يقدم حالة كوميدية شيقة وجذابة ونجح الفيلم أن يقدم حالة فنية بسيطة وراقية وتجارية في أن واحد , الحقيقة أن التجربة تحمل قدرا كبيرا من الأكتمال علي مستوي التمثيل والسيناريو والاخراج حتي المزيكا التي وضعها أحمد الصاوي كانت نبض حقيقي للحالة والمشاهد وجزء لا يتجزء من حالة الهارموني التي تبض بها الشاشة
المخرج شريف البنداري الذي يقدم اول تجاربه الطويلة كان ذكيا جدا في اختيار جميع عناصر , كان يسير علي الخط كما يقولون ليحافظ علي الايقاع ويعرف متي يمتلك احساس المشاهد , وكان بسيطا في حركاته دون اي فزلكة مثل الحدوته التي يطرحها , كما أن كادراته كانت ذكية وتحمل العديد من التفاصيل فضلا عن أختيار مواقع تصوير جديدة ومختلفة , لذلك فنحن بصدد تجربة بالفعل ستعيش طويلا والخاسر الوحيد في شباك التذاكر هو الجمهور الذي لم يمنح لنفسه الفرصة لمشاهدة هذا الفيلم