سألها مقدم البرنامج عن رأيها في عمليات التجميل وهل تستعمل (( البوتوكس)) ؟ كانت ترى في سؤاله نوع من الغمز واللمز ، ولكنها تماسكت فهي تُدرك أن هذا السؤال بات ضمن المقرر التليفزيوني ، وكأنه الكتالوج الذي يتم تنفيذه حرفيا ، أجابت بثقة وابتسامة بها قدر لا ينكر من السخرية أنها لم تجر ولا عملية تجميل واحدة ، ووجهت أصبع السبابة للكاميرا وأضافت واتحدي ، ثم انخفضت قليلا نبرة الصوت وعاد أصبعها لوضعه الطبيعي ، وضحكت وهى تقول ولو فعلت ذلك لأعلنت ، فلا يوجد ما يجعلني أخجل ، فهي كما تصف نفسها لا تزال صغيرة ولم تعان بعد من الترهل ولا لتجاعيد ، في تلك الأثناء كانت الكاميرا تتفحص وجهها حيث الوجنات والشفايف تم نفخها طبقا للمواصفات القياسية (( على سنجة عشرة)).

لا لن أتناول عمليات التجميل التي أدت إلى أن نرى نصف وجوه نجماتنا وأيضا بعض نجومنا وهم أشبه بأسماك الزينة الملونة ، ولكن ما أريد التوقف عنده هو حالة التحدي في الانكار ،فهم يسارعون بنفي ما لا يمكن نفيه واثبات ما لا يمكن اثباته ، تابع أحاديثهم عن دراما رمضان ، وفي هذا الشأن يتساوى النجوم بالنجمات ، أغلب نجومنا صاروا يعتبرون العمل الفني الذي قدموه في رمضان هو الأفضل ، هم في الحقيقة متأكدون أن الاخفاق كان رفيقهم ، إلا أن الأمر ممكن معالجته ببساطة ولن يتجاوز أن تجرى حوار على صفحات جريدة أو موقع أو فضائية وتقول ((بالفم المليان )) أن الناس في الشوارع تضبط ساعتها على موعد المسلسل وأنها أو أنه يتوجه بالشكر للجمهور الذي منحه هذه الثقة وتؤكد في نهاية الحوار أن هناك تعاقد في 2017 لتقديم مسلسل رمضان القادم.

تابعوا مثلا كيف أن الكل يتواطأ ، أتحدث هنا أيضا عن الكاتب والمخرج في التأكيد على سرعة إيقاع العمل الفني وأنهم حذفوا الكثير حتى يرى المشاهد المسلسل متدفقا وأحداثه لاهثة ، كل الأعمال التي شاهدناها بما فيها الجيد وقعت تحت قيد الثرثرة الدرامية ، لكى تملأ الزمن الذي يقع في 20 ساعة ، في العادة يلجأ الكاتب للدراما المستعرضة أي يضع خطوطا درامية متوازية ،ومن أجل ملأ الزمن يُقدم عدة حكايات أو حبكات ثانوية ويُسهب فيها ، بل أن المشهد يتم اعادته أكثر من مرة ، مع تغيير فقط الممثلون ، فالمعلومة التي تصلك في مشهد تنتقل من ممثل الى اخر، تابعوا مثلا اكثر مسلسل يحقق شعبية حاليا في الشارع المصري (( الأسطورة)) لن تجد سوى أن ما يقوله بطل العمل محمد رمضان لروجينا أو مي عمر تؤديان دور زوجتيه يتم تكراره مرة أخرى في حوار تشارك فيه فردوس عبد الحميد التي تلعب دور أمه ثم تستمر إعادة المعلومة وتوابعها مع باقي المشاركين في المسلسل .

كل المسلسلات مع اختلاف الدرجة تدخل إلى هذا النفق، الكاتب يجد نفسه في مأزق، يمكن أن نصفه بصراع المساحة البيضاء ،حيث أن عليه ملأ زمن بينما ليس لديه حقيقة ما يرويه ، وهكذا تجرى عملية أشبه بالنفخ في الهواء وتنتقل الحكايات من واحدة إلى أخرى ، بلا أي قيمة فكرية أو فنية ، انه نوع أخر من ((البوتوكس )) تم (( رشه)) على الدراما التي أصابها الترهل والشيخوخة لتبدو ملآنة خالية من التجاعيد ، مثلما يحقنون بها وجوههم التي باتت مشدودة فاقدة التعبير، غير مدركين في الحالتين أن الكاميرا تفضحهم !!