أحدث الموضوعات

طارق الشناوي يكتب :هل هذا حقا تاريخ «ماهر العطار»!

فى أكثر من برنامج شاهدت مؤخرا المطرب الكبير ماهر العطار.. لم يكن العطار يتحدث، ولكن ابنه أحمد الذى ورث موهبة الغناء عن أبيه هو الذى يجيب، وأحيانا تتولى السيدة الفاضلة زوجته، وأيضا ابنته الإجابة، كلهم يتذكرون جانبا من تاريخ العطار، بينما صاحب التاريخ صامت إلا ربما عن إيماءة عابرة.

غاب ماهر كثيرا عن الأضواء، فلم يقدم جديدا قبل نحو عقدين من الزمان، ولم يعد مطلوبا فى الحفلات العامة أو الخاصة، واختلط الأمر على كثيرين اعتقدوا من فرط غيابه أنه قد غادر الحياة، كنت أتمنى فى هذه اللقاءات التى رأيتها أن أستمع إلى ماهر، وهو يرصد التاريخ الغنائى الذى عاش جانبا منه، منذ نهاية الخمسينيات، إلا أننى فى الحقيقة لم أستمع إليه لا متحدثا ولا مطربا، ابنه أحمد هو الذى كان يتولى الكلام، أو الغناء، إذا لزم الأمر.

فى أحد اللقاءات التى أجراها معه سمير صبرى، حرص على أن يبرر صمته بأنه قد أجرى عملية فى أسنانه لم تنته آثارها بعد وأثرت على مخارج ألفاظه، لماذا لم ينتظر سمير حتى يُشفى ماهر تماما ويقدم لنا حقا سبقا تليفزيونيا، رائع بالطبع أن نرى ماهر من خلال أسرته الصغيرة الرائعة والتى تحتويه بعد أن انطفأت الشهرة وتدهورت الصحة وتضاءلت الفلوس، جميل كل هذا إلا أن السؤال هل ماهر سعيد بأن نراه وهو على هذه الحال، غير قادر على التعبير عن نفسه، أتذكر صورة نشرتها الجرائد قبل نحو عامين للمخرج الكبير رأفت الميهى وهو على سرير المرض وكانت معه زوجته وأبونا بطرس دانيال رئيس المركز السينمائى الكاثوليكى وعدد من أصدقاء مخرجنا الكبير، ويومها كتبت مقالا عنوانه (هل أستأذنتم الأستاذ)، كانت لدى قناعة أن الميهى غير سعيد إطلاقا بتلك الصورة التى قدموها له وأنه لا يملك القرار لكى يعترض ولكنهم أخذوها عنوة، ولا أنكر طبعا توفر حسن النوايا، ويبقى الإشارة لشىء هام: لقد كشف الحوار التليفزيونى الذى رأيته أن الحوارات الصحفية المتعددة التى أجريت مع ماهر مؤخرا لم يكن هو فيها المتحدث الحقيقى ولكن غالبا السيدة الفاضلة زوجته أو ابنه أحمد.

كثيرا ما يحدث فى الحياة الفنية مع تقدم الأب فى العمر، أن تشعر الأسرة بأن الأمل الحقيقى فى الاستمرار معقود على الابن الذى يمارس مهنة أبيه، ومن الغريب أن الحياة الغنائية فى السنوات الأخيرة تجسدت فيها منظومة التوريث، لديكم أيضا أبناء محرم فؤاد وأحمد عدوية ومحمد الحلو وعلى الحجار ومدحت صالح ونادية مصطفى وفاطمة عيد وحسن الأسمر وشعبان عبدالرحيم وحمدى باتشان مارسوا الغناء جميعا، وهو ما يدعو فى الحقيقة للتساؤل مع وافر الاحترام لقانون الجينات الوراثية، إلا أن الأمر زاد عن معدلات المنطق الطبيعى.

إذا كانت مصر قد انتفضت وأطاحت بمبارك الأب عندما قرر توريث الحكم لابنه جمال نجد التوريث الفنى على قدم وساق فى الدراما والغناء، إلا أن ما يدعو للاطمئنان، ألا أحد يستطيع مهما بلغ من قوة ونفوذ أن يفرض ابنه على الساحة الفنية، من الممكن أن يدفعه داخل الدائرة، إذا كان لا يزال فى الساحة ويملك القوة والنفوذ، لكنه لا يستطيع أن يفرضه على الناس.

دعونا نعود إلى قضيتنا صورة الفنان مع مرور الزمن وكيف يراها الناس، من المستحيل طبعا أن يظل ماهر المطرب الشاب خفيف الظل الذى غنى له الملايين (افرش منديلك) و(بلغوه) و(ياما زقزق القمرى على ورق الليمون) وغيرها، لن يبقى ماهر شابا إلى الأبد، لقد شاهدنا مثلا أحمد رمزى قبل عشر سنوات بعد غياب، عندما أجرى معه أحمد السقا حوارا تليفزيونيا طويلا، وقد تغيرت كثيرا ملامحه، ولكن كان رمزى هو الذى يروى، بينما هذه المرة المتحدث هو العائلة، وسوف يقول البعض العائلة هى الأقدر على معرفة التاريخ، وهو فى الحقيقة قول يبتعد عن الحقيقة.

تعودت الصحافة عندما يحتدم النقاش حول معلومة ما تخص فنانا أن يأتى الرد دائما بأنهم قد سألوا ابنه أو أخاه فأجاب بالنفى أو الإيجاب ولا نزال نسأل ابن شقيق عبدالحليم حافظ (محمد شبانة) عن حقيقة زواج عبدالحليم من سعاد ونعتبر أن جانجاه، شقيقة سعاد حسنى هى المرجع لتأكيد ذلك وشبانة هو أيضا المرجع للنفى، فهل حقيقى أن الأسرة هى صاحبة القول الفصل، الأهل عادة يدركون جانبا واحدا فقط من الصورة، فهل مثلا عندما يعيش عبدالحليم قصة حب ملتهبة ستجده يحكى لأخيه أو شقيقته أم أن واقع الأمور والمنطق أن الصديق فى هذه الحالة هو الأعلم بكل تلك التفاصيل، لقد أجاب أحد الحكماء عن تلك المعضلة عندما سألوه أيهما أقرب إليك أخوك أم صديقك؟ فقال أخى إذا كان صديقى!!

ويبقى جزء هام وهو أن الإنسان عندما تمضى به الأيام يرى نفسه وكأنه قد احتل كل (الكادر)، لو أنك مثلا قرأت كيف كان موقف رجال ثورة 52 فى ليلة 23 يوليو ستكتشف أن كل من وثق هذا اليوم كتبه من وجهة نظره وفى العادة يرى نفسه قدم دورا بطوليا ومحوريا، أستعيد مثلا ما يذكره الموسيقار ميشيل المصرى عندما قال إنه وضع المقدمة الموسيقية كاملة لقصيدة (قارئة الفنجان) التى غناها عبدالحليم ولحنها محمد الموجى، هو لم يقل مثلا إنه أضاف جملة موسيقية وهذا بالمناسبة يحدث أحيانا أثناء البروفات ولكنه نسب لنفسه المقدمة كاملة، وميشيل موسيقار موهوب وله عدد من ألحان التيترات الرائعة مثل (ليالى الحلمية) ولكن يظل المقدمة الموسيقية التى نسبها كلها لنفسه بعد رحيل ملحنها الرسمى الموجى محل شكوك، وأيضا شيء من هذا قاله فاروق سلامة عازف الأوكورديون، والملحن عندما قال إن كل (الصولوهات) المنفردة التى أداها فى أغنيات أم كلثوم أو عبدالحليم سواء من تلحين عبدالوهاب أو بليغ حمدى كانت من تلحينه، مثلا ماهر العطار يقول إنه هو الذى رشح محرم فؤاد لدوره فى فيلمه الأول (حسن ونعيمة) بعد أن اعتذر هو عن الدور، وبالطبع من يقول ذلك هو ابنه وزوجته نقلا عنه، لماذا لم نسمع تلك الحكاية والجميع على قيد الحياة، ما سبق وصرح به هنرى بركات مخرج الفيلم أن بداية الانطلاق فى (حسن ونعيمة) جاءت من خلال شركة (صوت الفن) وصاحبها محمد عبدالوهاب عندما فكر فى الجمع مجددا بين عبدالحليم حافظ وفاتن حمامة، وعندما تعذر ذلك قرر الكاتب الكبير عبدالرحمن الخميسى الدفع بوجهين جديدين ولأول مرة هما سعاد حسنى اكتشاف الخميسى ومحرم فؤاد اكتشاف محمد الموجى، ولم يردد أحد من قبل أن ماهر كان هو المرشح الأول.

لا أتهم أبدا كبار فنانينا بالكذب أو الادعاء، ولكن مع مضى الزمن كثيرا ما يشعر من هم على قيد الحياة بأن التاريخ يجب أن يتوقف عندهم كثيرا، وربما يختلط عليهم الأمر، وهكذا مثلا ذكرت صباح وهى تروى لكاتب مسلسل (الشحرورة) قصة حياتها، أنها أصرت أن تغنى (من سحر عيونك ياه) فى حفل غنائى يحضره جمال عبدالناصر، برغم تحذير عبدالحليم لها وكانت تقصد أن تتغزل فى عيون عبدالناصر، وهى حكاية من الصعب تصديقها حتى لو كان المصدر هو صباح.

ماهر العطار صوت جميل وله مساحته يكفيه أنه قد فرض نفسه على الساحة فى عز سطوة ونجومية عبدالحليم حافظ، وتحتفظ فعلا المكتبة الغنائية بمكانة خاصة، ولكن ما نراه الآن عبر الميديا، ليس توثيقا لحياته، ولكن عبث بها وبذاكرتنا الغنائية لذا لزم التنويه!!

  • الهام شاهين

    0 22

    تهدي عمرة لوالدتها في عيد الأم

    View more
  • وليد توفيف

    0 15

    يحصل علي الجنسية الفلسطينية

    View more
  • مي كساب

    0 25

    تطلق أغنية جديدة بمناسبة عيد الأم

    View more
  • هيفاء وهبي

    0 42

    تحتفل بعيد ميلادها في كواليس "الحرباية"

    View more
  • يسرا

    0 58

    تحتفل مع زوجها وصديقاتها بعيد ميلادها

    View more

سينما شو

A Dog’s Purpose

بطولة : دينيس كوايد / جوش جاد

يعرض في : بلازا سينما - سينما بوينت 90

Dalida

بطولة : سفيفا ألفيتي / ريكاردو سكاماركاو

يعرض في : سينما فاميلي المعادي - كايرو فيستيفال

Logan

بطولة : هيو جاكمان / دافني كيين

يعرض في : اي ماكس - بلازا سينما

علي معزة وإبراهيم

بطولة : علي صبحي / أحمد مجدي

يعرض في : بندر المعادي - سينما جالكسي

يا تهدي يا تعدي

بطولة : أيتن عامر / محمد شاهين

يعرض في : أوديون - التحرير

يوم من الأيام

بطولة : محمود حميدة / هبة مجدي

يعرض في : سينما جالاكسي مول العرب - مترو

بشتري راجل

بطولة : نيللي كريم / محمد ممدوح

يعرض في : بلازا سينما - رنيسانس سيتي سنتر

Fifty Shades Darker

بطولة : داكوتا جونسون / جامي دورنان

يعرض في : كايرو فيستيفال - نايل سيتي

Friend Request

بطولة : كونور باولو / ويليام موسيلي

يعرض في : بلازا سينما - جولف سيتي

Raees

بطولة : شاه روخ خان / نواز الدين صديقي

يعرض في : بلازا سينما - سينما جالكسي

  • إيرادات هزيلة ل(علي معزة وإبراهيم) والجمهور هو الخاسر الوحيد!

    مقالات
  • وليد توفيق يحصل علي الجنسية الفلسطينية وجواز سفر دبلوماسي

    مشاهير
  • بالفيديو ..كارمن سليمان تبهر جمهورها في أول إطلالاتها بشخصية (موانا)

    غناء
  • طارق الشناوي يكتب :هل هذا حقا تاريخ «ماهر العطار»!

    صفحة الفن
  • Design by: EA Studio

    Developed by : Emad ouf