أحدث الموضوعات

طارق الشناوي يكتب :«بشترى راجل».. «مأذون.. أنبوبة.. مأذون»

عدة صفعات، أظنها ثلاثاً، انهالت بها ليلى عز العرب على وجه محمد ممدوح.. هل كانت كفيلة بأن يغفر له الجمهور تأجير حيواناته المنوية مقابل زواج صورى؟. دعكم من التفكير فى إجابة هذا السؤال وإليكم الثانى.. محمد ممدوح الشهير بـ«تايسون»، والذى حقق فى رمضان الماضى نجاحا مبهرا فى مسلسل «جراند أوتيل»، هل كان جديرا بالمراهنة عليه بطلا حيث يتصدر اسمه وصورته الأفيش بجوار نيللى كريم فى «بشترى راجل»؟، إجابتى عن السؤال الثانى هى: نعم، أما الأول وإذا كنتم حريصين على الإجابة فأنا أدعوكم لتكملة قراءة المقال. تستطيع أن تواصل السطور التالية وفقا لتلك المعادلة، وهذا الصراع الذى بات حتميا ومطروحا أمامكم، برودة الجو الطاردة للمتفرج ودفء الشاشة الجاذب للجمهور، فمن ينتصر؟. فى موسم سينمائى غير مواتٍ على الإطلاق، تم عرض الفيلم الذى كان اسمه فى البداية «دكر بط»، ثم تم تهذيب العنوان ليصبح متوافقا أكثر مع حالة الشريط السينمائى إلى «بشترى راجل»، العنوان الأخير هو الأصدق، الفيلم فى عُرف أباطرة السينما المصرية ليس فيلما يستحق أن يرحب به من قبل شركات التوزيع، لأنهم بحكم الخبرة يعتقدون أنهم الأقدر على قراءة رغبات الناس، فلا بأس من عرضه فى توقيت يهرب منه عادة نجوم الشباك الذين يتصدرون تلك الأفلام، التى تراهن الشركات فى قدرتها على تحقيق الجذب الجماهيرى، إلا أن الفيلم رغم كل شىء يقاوم فى البقاء من خلال حالة التماس التى يحققها مع الجمهور يوما بعد يوم أنه فيلم يراهن على البسمة الهادئة، وليس الضحكة الصاخبة، على شرط أن تضبط نفسك تماما على موجته الإبداعية، فهو يخاطب شباب الفيسبوك وتويتر، بنفس مفرداتهم، وهكذا جاء الإعلان للفيلم فى البداية صادما من خلال مواقع التواصل الاجتماعى لامرأة تبحث عن حيوانات منوية لرجل مقابل مبلغ محترم، أثار فى البداية تقديم الإعلان جدلا وربما أيضا استهجانا، لأنه عُرض كرغبة حقيقية من فتاة تبحث عن رجل تُنجب منه طفلا، قبل أن يكتشف الجميع بعدها أنه مجرد إعلان، وأن هذه مجرد حيلة إعلانية. بدأ الفيلم بنقطة الانطلاق تستند إلى معادلة افتراضية تتجاوز ما هو شائع من أفكار، صفقة لتبادل المنفعة، امرأة تريد أن تُصبح أمًّا وليس أمامها الكثير من السنوات لتحقيق هذا الحُلم المشروع، فهى فى نهاية الثلاثينيات من عمرها، كل يوم يمضى يسرق من بين يديها هذا الحلم، الفرصة تنكمش بحكم قانون الطبيعة، إنسانة عملية جدا، حياتها الأرقام، فهى مسؤولة تجارية فى شركة، فتاة تحسبها بالورقة والقلم، قدم السيناريو تفاصيل لتلك الدقة التى تتعامل بها نيللى كريم مع مديرة مكتبها، لندرك أنها لا تعرف سوى الانضباط مثل بندول الساعة، لم تشعر يوما بميل عاطفى، ولكن كان ينبغى أن يعرف المشاهد الكثير عنها، ما هى تجاربها العاطفية الفاشلة التى أدت إلى أن تتجسد أمامنا تلك الشخصية، التى كانت تتمنى أن تصبح قادرة بمفردها على الإنجاب، لأنها لا تطيق فكرة الارتباط برجل، كان ينبغى أن نرى تلك الخلفية التاريخية ولو «فوتومونتاج» حتى يدرك المشاهد حالة البطلة وأسبابها التى هى بالضرورة ضد التكوين والإحساس الطبيعى للمرأة، فهى ترى الأمومة تتحقق على هذا النحو «مأذون.. أنبوبة.. مأذون»، المقصود هو تحقيق الحمل عن طريق طفل الأنابيب بعيدا عن الممارسة الطبيعية للإنجاب.

صورة ذات صلة

أرى نيللى كريم فنانة، خاصة فى اختيارها ومفهومها للبطولة السينمائية، ولهذا فإن القسط الأكبر بين المخرجين ممن يريدون المغامرة من الممكن أن تصبح المنصة الأولى لتجسيد الفكرة هى نيللى، تجاوزت مرحلة الاستغراق فى عدد مشاهد الدور واسم البطل الذى يقف بجوارها، وطريقة كتابة اسمها فى التترات والأفيشات إلى ما هو أبعد وأهم وأكثر قدرة على البقاء فى الذاكرة، وهو العمل الفنى الذى تتحمس للمشاركة فيه، لديكم مثلا أفلام ومساحات أدوار، مثل «الفيل الأزرق» مروان حامد، «اشتباك» محمد دياب، و«هيبتا» هادى الباجورى. لن تجد مساحة لبطلة بقدر ما ستعثر على تجربة مختلفة عن السياق العام لنجمات هذا الجيل، ولهذا تعرف نيللى بالضبط أين تقف، وهى فى الحقيقة مؤدية متعددة النغمات الدرامية، شاهدناها فى أفلام مع نجوم الضحك، وغالبا فإن المساحة ضئيلة، ولكن كانت لديها القدرة على ضبط الإحساس الكوميدى مثل فيلم «غبى منه فيه» لرامى إمام، وقفت بطلة أمام هانى رمزى، فلم تكن مجرد سنيد للكوميديان أو وردة بعروة الجاكتة. هذه المرة التجربة بها مغامرة إنتاجية، عندما يدخل النجم أيضا بأجره فى المشروع فهذا يعنى خطوة أخرى أبعد، وهو درس مهم للفنان، فاتن حمامة التى كانت ترى فى نيللى موهبة حقيقية وأول من تحمست لها فى أول مسلسل لنيللى وآخر مسلسل لفاتن «وجه القمر» قبل 17 عاما، أقدمت فاتن على تجربة مماثلة مع صلاح أبوسيف فى فيلم «لك يوم يا ظالم» فى مطلع الخمسينيات، وفى عز ما كانت هى النجمة الأولى وتحصل على أعلى أجر قررت أن تقف مع أبوسيف الذى كان يغير من جلده متوجها للواقعية، فأرجأت فاتن أجرها، وهو ما فعلته أيضا نيللى كريم ليتم تنفيذ فيلم «بشترى راجل»، وفق آليات سوق لا ترحب بتلك الأفكار، مغامرة هادئة جدا، نجح المخرج محمد على فى عبورها، فقد شارك أيضا بأجره، وهى حالة ضد السائد تقودها دينا حرب، المنتجة التى تحمست للمشروع، حيث يُصبح الأمر برمته مغامرة، الكل يشارك فيها على قدر استطاعته.

نتيجة بحث الصور عن بشتري راجل

الفكرة الدرامية تسبح فى مياه بعيدة وغير إقليمية، تماما فإن الإنتاج أيضا يبدو كذلك، فهو يخرج بعيدا عن النمط المتعارف عليه، السيناريو منسوب على الأفيش إلى الكاتبة الجديدة إيناس لطفى، إلا أن هناك ورشة درامية يقودها وائل حمدى تدخلت فى توجيه الدراما كما قرأنا فى «الميديا»، ليصبح الأمر هنا مجالا لتداخل جينات الإبداع التى تصطدم لا محالة بعد ذلك بقانون الملكية الفكرية، ولكن هذه بالطبع قصة أخرى، تحتاج إلى تأنٍ فى التناول، ليس الآن مجاله. الفيلم له إيقاع ونبض قاده المخرج، الذى قدم من قبل فيلمين «لعبة الحب» و«الأولة فى الغرام»، وبعدها ضاقت مساحات التواجد السينمائى وفتحت فى نفس الوقت الدراما التليفزيونية أبوابها أمامه فى أكثر من تجربة، وكان أهمها وأفضلها أولها «أهل كايرو»، وبعد ذلك «مريم».

نتيجة بحث الصور عن بشتري راجل

من الواضح أن محمد على سيطرت عليه فى البناء كلغة سينمائية روح الدراما التليفزيونية، حيث يصبح التتابع الدرامى هو البطل، ويفرض المشهد قانونه قبل اللقطة على حساب تفاصيل التكوين والإيحاء بمفردات السينما كلغة، كما أن السيناريو لم يمتلك الكثير من الخيال الذى يتوافق مع جنوح الفكرة فى القفز بعيدا عما هو شائع، كان ينبغى أن يستغرق الأمر وقتا أطول على الورق قبل الوصول لمرحلة التنفيذ. ويبقى أن الفيلم كجو عام حافظ عليه المخرج، لتظل الابتسامة هى العنوان والقانون، كما أن الممثلين وتتصدرهم نيللى كريم كانت بأدائها قادرة على أن تملأ الشاشة بهجة وحميمية، محمد ممدوح ممثل موهوب، لديه فطرية فى التعبير، يؤدى الدور بلا أى شوائب من شخصيات درامية سابقة التجهيز، هو بالطبع ليس «الجان» الذى ألفته السينما عبر تاريخها، ولكنه أمسك بتلك الشخصية التى ترفض سلوكها، فهى تبدو «براجماتية» نفعية فى تحديد مواقفها، إلا أنها فى نفس الوقت تملك ما يمكن أن يغفر لها كل ذلك. ثلاثة وجوه ليست جديدة على الشاشة، ولكن أخذت مساحات تستحقها، وفى نفس الوقت أجادت فيها، أتحدث عن محمد حاتم الذى أدى دور خال محمد ممدوح، فى مفارقة وُظفت لصالح الكوميديا، لأنه أصغر منه فى العمر، والشخصية كما نراها مصدومة دائما ولا تجد من يبادلها الحب من الفتيات اللاتى يتعرف عليهن.. ودينا ماهر، صديقة البطلة، التى تؤدى دور مذيعة الراديو التى تُقدم للناس الحب والسعادة فى برنامجها، بينما هى غير موفقة فى حياتها الشخصية، لتصب دراميا فى صالح الفكرة الرئيسية.. وليلى عربى، عشيقة ممدوح، الذى يهرب هو أيضا من الزواج منها، أراها تملك حضورا، ولأول مرة ليلى عزالعرب فى مشاهد كوميدية، وفى الحقيقة نجحت فى الانتقال مع المخرج إلى مساحة لم تعهدها من قبل، ويبقى رمانة الميزان لطفى لبيب، الذى يشع حضوره دائما فى «الكادر» روح الكوميديا، فهو الرجل الذى فاته قطار الزواج من أجل الحفاظ على حريته، ويكتشف فى نهاية المطاف أنه خسر كل شيء ولم يكسب أيضا تلك الحرية المزعومة. «بشترى راجل».. تجربة مهما شابها من قصور من الممكن أن تحفر مجرى آخر لفكر سينمائى وإنتاجى مغاير لما عشنا عليه، وأتصور أن الشريط رغم الظرف غير المواتى فى توقيت العرض أراه قادرا على تحقيق نجاح تراكمى، ليكتسب شريحة جديدة تقطع التذكرة للفيلم قبل النجم. والآن.. هل وجدت الإجابة التى طرحناها فى بداية المقال، هل غفرت لمحمد ممدوح بيعه حيواناته المنوية لاحتياجه المادى بعد الصفعات الثلاث التى تلقاها.. أم لا تزال تنتظر الرابعة؟.. أنا شخصيا اكتفيت بالثلاث!.

  • بوسي شلبي

    0 25

    تترك النهار وتنتقل ل(المحور)

    View more
  • هاني شاكر

    0 26

    يهنيء احفاده بعيد ميلادهم

    View more
  • وائل جسار

    0 27

    يروج لأحدث أغنياته من شوراع باريس

    View more
  • محمد رمضان

    0 30

    يعيد فتح ابواب المسرح في اجازة الجيش

    View more
  • محمد فؤاد

    0 31

    بنيولوك في السبع صنايع

    View more

سينما شو

يا تهدي يا تعدي

بطولة : أيتن عامر / محمد شاهين

يعرض في : أوديون - التحرير

يوم من الأيام

بطولة : محمود حميدة / هبة مجدي

يعرض في : سينما جالاكسي مول العرب - مترو

بشتري راجل

بطولة : نيللي كريم / محمد ممدوح

يعرض في : بلازا سينما - رنيسانس سيتي سنتر

Fifty Shades Darker

بطولة : داكوتا جونسون / جامي دورنان

يعرض في : كايرو فيستيفال - نايل سيتي

Friend Request

بطولة : كونور باولو / ويليام موسيلي

يعرض في : بلازا سينما - جولف سيتي

Raees

بطولة : شاه روخ خان / نواز الدين صديقي

يعرض في : بلازا سينما - سينما جالكسي

مولانا

بطولة : عمرو سعد - درة

يعرض في : أوديون - ماجدة حلوان

La La Land

بطولة : ريان جوسلينج / إيما ستون

يعرض في : أوديون - نايل سيتي

The Great Wall

بطولة : مات ديمون / ويليم دافو

يعرض في : اي ماكس - سينما جالكسي

Passengers

بطولة : كريس برات / جينيفر لورانس

يعرض في : سينما فاميلي المعادي - نايل سيتي

  • لهذا السبب مي كساب تتخلي عن قرارها وتسجل أغنية لعيد الأم !

    سوشيال ميديا
  • شاهد بالفيديو بروفات أنغام واصالة قبل حفلهما المرتقب اليوم

    غناء
  • هل سيحضر الرئيس الفلسطيني نهائي أراب أيدول الليلة ؟

    إشاعة .. ولا
  • (الأصليين ) و(الشيخ جاكسون) يستعدان للمشاركة في الدورة القادمة لمهرجان كان السينمائي

    سينما
  • طارق الشناوي يكتب :«بشترى راجل».. «مأذون.. أنبوبة.. مأذون»

    صفحة الفن
  • Design by: EA Studio

    Developed by : Emad ouf