قامت بعض دور العرض أمس برفع أفلام “نوارة” و”حرام الجسد و”قبل زحمة الصيف” بسبب الافلام الجديدة التي أنطلقت أمس دون أن تحصل هذه الافلام علي فرصتها الحقيقة , وقد قرر أصحاب دور العرض أغتيال هذه الافلام بحجة إنها لم تحقق العائد المرجو , وذلك في تجاوز صريح لكل الاعراف, خاصة أن هناك أفلاما لم يتجاوز عرضها سوي أسبوعا واحدا مثل “قبل زحمة الصيف” وافلاما أخري تحتاج الي فرصة مثل “نوارة”
النظرة التي يعمل بها تجار السينما والتي تعتمد فقط علي المكسب والخسارة لا تعرف الرحمة , حتي وأن كان ذلك علي حساب أفلام جادة ومختلفة , رغم أن هذه النظرة ستؤدي في النهاية الي قتل مثل هذه المحاولات والسير في أتجاه واحد
حتي في أمريكا أكبر الدول الراسمالية لا تتعرض الافلام لهذه المذابح , ويمنح لكل فيلم حقه كاملا في العرض حتي لو لم يحقق الايرادات المتوقعة , حيث يقوموا بتقليص عدد حفلاته لا أغتياله نهائيا , ولكن الطريقة التي يدار بها توزيع الافلام في مصر لا تعرف النظام ولا الرحمة ولا القيمة ولا حتي أهمية الصناعة ولكن تعرف المكسب فقط حتي لو كان ذلك علي حساب الذوق والقيمة والاعراف
تحذير أخير.. السوق المصري يتجه الان نحو النمو , وبدا يستعيد جزءا من نشاطه وبريقة الذي فقده طوال السنوات الماضية , وهناك محاولات لتقديم أعمالا جادة ظهرت بوادرها هذا العام , فاذا لم تجلس غرفة صناعة السينما مع شركات الانتاج والتوزيع وتحدد مواعيد عرض الافلام بشكل مسبق ومنح الافلام الفرصة الكاملة فستتعرض الافلام لمذابح أكبر, وستختفي المحاولات الجادة ومعها الشركات الصغيرة الناشئة , وسنظل طوال الوقت سوقا عشوائيا طاردا, أبحثوا الان عن سوق منظم وأكتبوا لانفسكم تاريخا مشرفا قبل أن تكتبوا نهاية هذه الصناعة