بدون شك يأتي فيلم «غرفة» أو ” room ” للمخرج ليني أبرا هامسون المرشح لأكثر من جائزة اوسكار هذا العام وفى مقدمتها بطلته برى لارسن ، ليشكل ملحمة انسانية سينمائية ، خاصة ان الفيلم ثرى فنيا للغاية ، فكل مفرداته مرت كسحر سينمائي مفعم بأسئلة وجودية حول الحرية ، وعقب المشاهدة كان هناك شعور بأنه وجب علينا الان ان نمنح فرصة أكبر للحرية لكى تتنفس ، فالفيلم يطرح برؤية عميقة وجريحة فى نفس الوقت تساؤلات ليس لها أجابه عند كثيرين ، وهى هل الحرية بداخل تلك الغرفة التي تم حبسنا فيها لنعيش جزء من الحياة مثلما حدث مع بطل الفيلم وإمه ، ام خارجها ؟!الفيلم يستند إلى رواية الكاتبة إيما دونوهيو، الصادرة في العام 2010، وتحمل الاسم ذاته. و تصدّرت قوائم المبيعات وهى المستوحاة من مأساة امرأة أخضعت للعبودية خلال سنوات طويلة دون رحمة ، حيث استوحت الرواية قصتها من معاناة اليزابيث فريتزل التي احتجزت واغتصبت على مدى ٢٤ عاما من قبل والدها فى الطابق السفلى من منزل يقع على بعد مائتي كيلو من فيينا
وقد حررت عام ٢٠٠٨ بعدما انجبت سبعة اطفال. بينما قدمها الفيلم كقصة استثنائية عن فتاه تحبس فى غرفة لمدة سبع سنوات فى كوخ مغلق بشفرة لا توجد سوى مع الخاطف ، وتنجب طفلا من خاطفها ، وهنا نرى قصة الام التى جسدتها باقتدار برى لارسن ، وابنها الصفير ” جاك ” ذو الخامسة ، والاكثر أبهارا ، ومحاولتهما النجاة من تلك الغرفة ، ، حيث تعتنى به والدته ، ترعاه وتروى له الحكايات التي فى اغلبها غير حقيقية فى غرفتهما الصغيرة الصماء التي بلا نوافذ ، سوى فتحة صغيرة بأعلى السقف وقبل ان تفقد الام صبرها تماما على تلك الحالة ، تضع هي وطفلها خطة للهروب ، وينجحا ليصطدم الطفل بالعالم الحقيقي بعيدا عن عالمه الخيالي الذى نشأ وتربى عليه فى الغرفة
الاداء التمثيلي كان مبهرا ، خاصة بين الطفل جيكوب تريمبلى ، والام برى لارسن ، وقد بجلى ذلك فى أكثر من موقف ،اكثرها جذبا عندما قال جاك لأمه انه يريد ان يلقى نظرة على الغرفة ، وان لديه حنين لرؤيتها بعدما تحررا منها بفترة ،حيث ذهب الاثنان ، ويحسس الطفل اشياءه القديمة الباب المغلق ، السرير ، ثم يرحل فى صمت ، بينما جاء السيناريو التي كتبته ايما دونوهو خلاقا للمشاعر والابهار ، خاصة فى نصف الفيلم الاول ، حيث كانت المشاهد كلها داخل الغرفة ولا شيء سوى اسئلة بلا اجابة من الطفل لأمه ، التي حاولت جاهدة ان تؤهله لعالم حقيقي ، وان كل ما كانت ترويه له كان خيال حتى ، فالطفل لم يرى العالم منذ ولادته ، لدرجة انه عندما خرج من الغرفة وشاهد الدنيا قال ” شو هذا كوكب تانى
المخرج لينى أبرا هامسون قال انه حاول ان يدع القصة الحقيقية جانبا حتى يستطيع انجاز فيلمه ، الذى حاز على جائزة الجمهور، في «مهرجان تورنتو السينمائي الدولي» الاخير وهي الجائزة التي ربما تؤهله للفوز بالأوسكار احسن مخرج ، أو احسن فيلم مثلما حدث من قبل مع افلام مثل «12 سنة عبدا» و» ” خطاب الملك ”