
هل بالأموال والأزياء تحيا المهرجانات ؟ هذا ما حاول البعض أن يعتبرهما سببا للنجاح الكبير الذي حققه مهرجان الجونة السينمائي في دورته الأولي , ولكن الحقيقة غير ذلك تماما , فالنجاح الكبير يأتي من تكامل العناصر وليس أي شيء أخر , وهذا ما فعله مهرجان الجونة الذي عشت تفاصيله وكواليسه لحظة بلحظة ساسرد بعضا منها علي سيادتكم..
المهرجانات ليست مجرد حفلي افتتاح وختام, وفساتين, ونجوم, ولكن المهرجان الوليد أختار قائمة مميزة من الأفلام بعضها يعرض لأول مرة عالميا والبعض الاخر يعرض لأول مرة في الشرق الأوسط وأفلام أخري حصلت علي جوائز عالمية رفيعة
ولكن هل النجاح مجرد أختيار جيد للأفلام فقط ؟ بالتأكيد ليس فقط ,لأن هناك مهرجانات تجلب أعظم الأفلام ولكن لا تحترم عرضها سواء في القاعات المناسبة والاجهزة المناسبة وحتي المواعيد اللازمة , وهذا ما تجاوزه مهرجان الجونة الذي حرص علي أن تضبط ساعتك علي موعد عرض الفيلم فلا تأخير ولا تقديم الكل في موعده , حتي أن أجهزة الصوت والشاشات والقاعات كانت علي المستوي العالمي الذي لا يقل عن المهرجانات العالمية الكبري
مكان الجونة ساهم بشكل كبير في نجاح المهرجان فهي قطعة ساحرة علي أرض مصر , الجمهور مختلف, والطقس رائع , المعمار بديع والأجواء أكثر الفة ومن السهل أن تري نجما عالميا يتناول العشاء علي أحد المطاعم في الشارع دون اي حراسة أو ما شابه , وأختيار هذا المكان ليكون مقرا للمهرجان سيجعله في غضون سنوات قليلة أحد أبرز الاماكن السياحية حول العالم
انتشال التميمي مدير المهرجان هو كلمة السر الحقيقة داخل مهرجان الجونة , فهذا الرجل الذي خسر تقريبا 12 كيلو من وزنه خلال فترة عمله بالمهرجان , لم يترك شيء للصدفة أو المفاجأة لانه سعي بكل جهد واصرار وحب أن يطلق مهرجانا ناجحا بكل المقايس يليق بأسم مصر والمصريين وقيمة وأهمية السينما المصرية وصناعها , كان النجاح هدفه الوحيد وكان يقيسه كل ثانية وكل لحظة , فلا مجال لتجاهل الأخطاء والثغرات ليحقق هدفه المنشود , لا أريد أن اصفه بالجندي المجهول لانه البطل الحقيقي لهذا المهرجان بصحبة فريق عمله
وجود أسماء مهمة أبرزها المخرج الكبير أوليفر ستون وأيضا النجم الكبير فوريست ويتيكر والنجمة فانيسا ويليامز وكذلك زعيم الوطن العربي عادل إمام أعطي للمهرجان ميزة إضافية علي المستويين العربي والعالمي
هل المهرجان يحمل ثغرات ؟ بالتاكيد هناك بعض الثغرات بعضها ضعيف ويتم حله باشياء بسيطة وهناك أشياء أخري انتظر تجاوزها في الدورات القادمة أبرزها النشرة اليومية للمهرجان والتي ظهرت بمستوي ضعيف ولا تتناسب إطلاقا مع حجم االفعاليات التي شهدها المهرجان
كما أن عدم وجود مناقشات وندوات جادة مع صناع أفلام المسابقات الرسمية كانت من نقاط ضعف المهرجان في دورته الأولي
الخلاصة أن المهرجان الذي لم نشعر فيه إطلاقا أنه يحدث علي أرض مصر أعاد البريق والاعتبار إلي المهرجانات المصرية التي تمر بمرحلة انتكاسة كبيرة أتمني أن تخرج منها في القريب العاجل لتخرج لنا متالقة وشابه وتكمل لنا صورة النجاح التي رسمها مهرجان الجونة