ثلاثة أسابيع مرت علي صدور حكم الحبس ضد المنتجة رنا السبكي ، و لم نر رد فعل اكثر من بيان جبهة الإبداع المتضامن معها ، شاجبا الحكم.
تري هل كان رد الفعل سيبقي في الاطار ذاته ، لو كان الحكم ضدي انا مثلا او ضد احد المنتجين او المخرجين الذين ينتموا الي تيار سينمائي اكثر رقيا و احتراما من المجتمع؟ .
لست من أنصار أفلام محمد و رنا السبكي علي المستوي الفني ، و لكن ذلك لا يعني انني ممن يؤيدون حملات مقاطعة أفلام عائلة السبكي او دعوة الدولة لمنعهم من الإنتاج،
الأهم ان المؤسسات الرسمية و المعنية بالمشكلة مثل الرقابة علي للمصنفات الفنية لم تنتصر لدولة المؤسسات ، واكتفت بالصمت ، أو التضامن ” السلبي ” مع الدعوة لتدخل دولة تخشي الرأي العام و تزحف خلف القطيع و الأصوات العالية ، حتي ان كان ذلك يهدم و يقلل من أهمية تلك المؤسسات الرسمية ،
الرقابة علي المصنفات هو الجهاز الوحيد بالدولة المخول بتقييم الأفلام ، ومن ثم منعها او إجازتها ، وفور تصريحه بعرض الفيلم تنتفي اي مسؤولية قانونية علي المنتج ، او هكذا يفترض المنطق السليم ، و قد ضرب الحكم بهذا المبدأ عرض الحائط.،
و من المؤسسات المعنية و المفترض انها تقوم بحماية الصناعة و المنتجين أيضا ، غرفة صناعة السينما (و انا احد أعضاءها بالمناسبة) والتي لم تهتم بمناقشة القضية او إصدار اي بيانات رغم مطالبة اثنين من أعضاءها بايلاء القضية الاهتمام المناسب ،
الغرفة سبق ان أصدرت عقوبة ضد المنتج محمد السبكي لتطاوله علي المنتج و الموزع الراحل محمد حسن رمزي الذي كان يرأس الغرفة في احدي البرامج التليفزيونية،
وقتها كنت احد المؤيدين للعقوبة التي وقًعت علي محمد السبكي ليس لانه تعدي علي رئيس الغرفة بشخصه و لكن لما مثله التعدي من عدم احترام اداب المهنة و الهجوم اللفظي علي احد اعضاء الغرفة و رئيسها بصفته،
مر ما يقرب من العام علي هذه الواقعة ، ليعود السبكي من جديد ، من خلال ابنته، ليتصدر قضية هامة تخص السينمائيين و المثقفين و حرية التعبير بشكل عام، و للأسف لم تتصدي المؤسسات الرسمية و لم تقدر خطورة و تداعيات الحكم.
مجددا أعلن تضامني من خلال هذا المقال مع ابنة محمد السبكي ليس حبا في افلامه و لكن حبا في دولة المؤسسات القوية و المعيار الثابت الذي لا يتاثر بالراي العام و ربما خوفا من تكرار المسالة معي شخصيا في احد الأفلام التي تجيزها الرقابة و يتم عرضها او ربما قد تم عرضها بالفعل و لكن لم يره بعد احد المحاميين المشهورين الذين اتخذوا علي عاتقهم لعب دور حماية المجتمع من امثالنا.