(خدمة ما بعد البيع) هى واحدة من أهم بنود تسويق البضائع، وهو ما تفشل فيه عادة كُبرى الشركات، بينما حقق تامر نجاحاً ضخماً فى تسويق سلعة اسمها تامر، ولا يتوقف عن الترويج لها، بعد عرضها فى الأسواق، لتحقيق الأرباح، إلا أنه كثيراً ما يزيد من الجرعة المسموح بها.

حلم تامر أن يرتدى الجميع فى مصر والعالم أجمع طربوشاً يطلقون عليه اسمه ليخرج لسانه بعدها للجميع.

ولكن أين هو الرقم الذى يدخل به إلى تلك الحلبة؟ ويعلن بعدها انتصاره المدوى، فإذا كان فيلم (هروب اضطرارى) قد حطم الأرقام تحطيما، فإن المعركة لم تنته بعد، نعم.. السقا حطم الرقم مصريا، ومصر كما نعلم أم الدنيا، ولكنها ليست كل الدنيا، وهكذا قرر تامر أن يتجه بالبوصلة إلى الساحتين العربية والعالمية، فأعلن أنه الأعلى عربياً، بعد جولته فى دولة الإمارات، السقا تجاوزت إيراداته 30 مليون جنيه فى مصر، بينما هو اخترق السقف عربياً ووصل إلى 60، طبعاً دى واحدة من أكاذيب تسويق البضاعة، الرقم مبالغ فيه جداً، وأترك لكم وضع حوالى خمس مرات جدا. أما بخصوص العالم فحدث ولا حرج، فلقد أعلن أنه سيعرض فيلمه فى هوليوود الشهر المقبل، متحديا جورج كلونى ودى كابريو وبراد بيت.

بنظرة موضوعية نذكر أن تامر هو المطرب الوحيد خلال الربع قرن الأخير الذى تمكن من البقاء على الخريطة السينمائية، أفلامه تحقق إيرادات، وهو ما يجعله هدفا لشركات الإنتاج ولايزال يحمل مشروعا سينمائيا جاذبا، طبعا مع استبعاد كل التحابيش الأخرى.

هذه المرة يؤدى دور صاحب شركة ثرياً متزوجاً من نور وهى لا تنجب، يجد نفسه يعيش الواقع الافتراضى، عن طريق مكيدة تشارك فيها فتاة تعمل عنده، مى عمر، يدخل لهذا العالم ولا يخرج منه إلا بعد أن يستخدم جهاز (بخاخة) يضعها فى فمه فيعود للواقع مجددا. سينما الواقع الافتراضى تحقق الكثير من الإنجازات، وبالطبع لايزال أمامها شوط تقنى كبير حتى تفرض نفسها على أرض الواقع، فهى تنقل الإنسان من زمن وحالة إلى واقع آخر، تتعامل معه بكل حواسك بالصوت والصورة واللمس والشم، فتصبح جزءا منه، سوف تنتشر هذه السينما فى السنوات العشر المقبلة مع زيادة معدل التقدم التقنى، كم تمنيت أن يُمسك بهذا الخيط السحرى ويُكمل المسيرة، ولكن الكاتب والمخرج محمد سامى، فى النصف الثانى للفيلم، أجهض كل ذلك، حيث بدأ فى العودة مرة أخرى لعالم الواقع، لنكتشف أن كل ما رأيناه كان محض مكيدة، وأن زوجته تسرقه، وأن الفتاة الفقيرة، دُرة، التى تعمل كومبارس، وخالها الريجيسير (محمود البزاوى) قد دبرا كل ذلك، وهكذا فسدت الطبخة السينمائية، عندما قرر أن يحيل هذا الواقع المتخيل إلى حقيقة لتتغير الحالة المزاجية والجو العام للشريط السينمائى، تامر لا يغنى إلا فى تتر النهاية دويتو مع إليسا، وبالطبع لا أحد ينتظر التتر، وهو فى كل الأحوال نجح فى أن يقدم أفلامه وتسويق نفسه كممثل فقط وليس كمطرب يمثل، إلا أنه يسرف كثيرا فى تغليف بضاعته ومنح نفسه ألقابا، تبدأ من أفضل فنان فى مصر إلى أفضل فنان فى العالم، وعليه أن يأخذ الحكمة من عبدالسلام النابلسى وحلة الملوخية التى انهالت على رأسه من زينات صدقى (ومايبسطهاش أكتر من كده) فلن يحميه (الطربوش)!!