أن تكون ابناً لنجم مصر الأول عادل إمام لا يعنى ذلك أن تعتلى القمة أو يصبح من حقه أن يمنحك (تاج) العرش خلفاً له، هل تتذكرون حكاية تاج الجزيرة الذي انتهى به الأمر إلى أن يصبح مجرد (سلطانية) لا تصلح سوى لأكل الفول؟.

عادل لا يتوقف عن الدفع بابنيه رامى مخرجا ومنتجا ومحمد نجما جماهيريا، لا أنكر أبدا أن كلاً منهما لديه موهبة، ولكن هناك إصرار على أن يحتكر رامى أباه فنيا، بينما محمد، والذى كان عادل منذ بداية انطلاقه في (عمارة يعقوبيان) يمهد له الطريق للقمة، ولك أن تعرف أن دور طه الشاذلى في (يعقوبيان) كان قد تم الاتفاق مع فتحى عبدالوهاب على أدائه، وبدأ وقتها فتحى كفنان شاب يحلم بتلك اللحظة التي يقف فيها أمام نجم مصر والعالم العربى الأول، في اللحظات الأخيرة، ضاع الحلم، اشترط عادل للموافقة على بطولة الفيلم أن يمنح الدور لابنه، وطبعا طلبات عادل أوامر، أكثر من ذلك لم يكن حتى من حق فتحى عبدالوهاب إعلان الغضب، فلقد أباح لى وقتها بألمه، وطلب منى ألا أنشر شيئا، طبعا مرت 9 سنوات، فلم يعد هناك ما يمكن أن يدفعنى للصمت ولا خوف من الممكن أن يهدد مستقبل فتحى الفنى لو نشرت الحقيقة.

محمد في (لمعى القط) أراها محاولة لخلق بطل شعبى جماهيرى، الدور به كل المقومات، الشجاعة والإقدام والجدعنة وخفة الظل، وتواجد قسط وافر من الأطفال يلعب دورا في زيادة مساحة التواصل، مثل هذه التفاصيل ولا شك تلعب دورا إيجابيا في خلق حالة من التماهى بين الشاشة والنجم الجديد، عادل منذ نهاية السبعينيات في السينما كان مدركا لأهمية تلك التفاصيل في تحقيق التواصل مع الناس، ولهذا ستكتشف أن الجدعنة والشهامة تشكل البناء الدرامى لأغلب الشخصيات التي كان يؤديها، البنطلون الجينز والتى شيرت المتواضع كانا من معالم الشخصيات التي يؤديها.

على الجانب الآخر، كيف قدم عادل إمام ابنه محمد، دفع به في أول مسلسل يعود به للشاشة الصغيرة (فرقة ناجى عطا الله) ومنحه دورا أكبر في (صاحب السعادة)، في السينما قدمه في (حسن ومرقص)، شاهدنا محمد في أكثر من فيلم، ولكن (كابتن مصر) و(جحيم في الهند) هما المحطة الرئيسية للانطلاق، ستجده محاطاً بعدد من نجوم الكوميديا الجدد القادرين على انتزاع الضحك، وفى النهاية هو الذي يتصدر الأفيش، وهكذا نجح الفيلمان تجاريا، وأثمرت الخطة لكى يصعد محمد إمام في قائمة نجوم الشباك، هذه المرة كان معه من نجوم الضحك مصطفى أبوسريع وأحمد فتحى وويزو وابن عمته الموهوب عمر مصطفى متولى، زمن الفيلم لا يتجاوز ساعتين من الممكن أن تنجح الطبخة، ولكن عندما نتحدث عن 20 ساعة دراما يصبح الأمر هو المستحيل، عادل إمام يقدم مسلسلا متواضعا (عفاريت عدلى علام) ويحميه رصيده الضخم عند الناس، وانتقال جينات الحب من جيل إلى جيل وتلك الومضة الساحرة التي منحها الله إليه.

ولكن على ماذا يستند محمد إمام؟، لقد حرص والده على أن يأتى (لمعى القط) مباشرة بعد (العفاريت) لتصل الرسالة، هذا هو خليفتى، لقد أسقط المصريون التوريث سياسيا ومن المستحيل أن ينجح فنيا، تاج الكوميديا عصى على التوريث ولكن (السلطانية) ممكن!!.