تحل اليوم الذكري الخامسة لثورة 25 يناير.. الثورة التي حملت أحلام الكثير وهزت مشاعر كل المصريين، الثورة التي توقع الجميع لها ان تشهد حالة التغيير القصوى في كل المجالات، حالة تمرد سياسي واجتماعي وفكري وفني، ومع شرارة اليوم الأول تحركت كاميرات كل المبدعين لرصد هذا التغير أيا كانت وجهة نظرهم في هذه الاعمال ولكن خرجت من رحم هذه الثورة العديد من الاعمال القصيرة والطويلة، منها الجيد ومنها كان هدفه فقط ركوب الموجة، ولكن بمناسبة الذكري الخامسة للثورة هل ستحتفي القنوات بعرض هذه الاعمال.. أشك!
فقد تحولت أعمال 25 يناير السينمائية الي أعمال ملعونة لدي بعض القنوات لا يجوز شراءها أو عرضها أو حتي تذكير الناس بها لانها لا تخدم سياستهم الان أو لأنها تحمل حالة من التمرد لا نريد ان ننشطها، أو لان الموجة العامة لدي الصفوة أصبحت حب ثورة يناير في الضوء وكرهها في الظلام
هناك أعمال عديدة سجلت ثورة يناير ومنها من حقق نجاحا متميزا علي المستوي الدولي واحتفت به المهرجانات الدولية مثل “الشتا اللي فات” بطولة عمرو واكد واخراج إبراهيم البطوط وتم عرضه في مهرجان فينيسيا واحتفت به كل وسائل الاعلام الداخلية والخارجية وقتها والان لم تقبل أي قناة مصرية شراء حقوق عرض الفيلم ويبدو انه سيظل سجين الادراج لحين انتظار الفرج
ومن الأفلام أيضا فيلم “بعد الموقعة” للمخرج يسري نصر الله وبطولة منة شلبي وهذا الفيلم عرض في المسابقة الرسمية لأكبر مهرجان سينمائي وهو مهرجان كان ولكن منذ هذا الحين لم أشاهد هذا الفيلم علي أي قناة تعرض الأفلام ولا أي دعاية تخص عرضه قريبا
مع بداية الثورة شارك بعض السينمائيين في تقديم أحلامهم وأفكارهم في تجربة تحمل كل معاني النقاء والبراءة وهي عبارة عن 10 أفلام قصيرة تحت عنوان واحد وهو “18 يوم” التي سبقت التنحي، ورغم عرض الفيلم ضمن فعاليات مهرجان كان الا انه لم يحصل على تصريح رقابي بالعرض حتى الان ولم تصدي أي قناة لشراء حقوق هذه التجربة
حتى “صرخة نملة” بطولة عمرو عبد الجليل وإخراج سامح عبد العزيز واللي لزق في الثورة بشكل مفتعل سيندم أصحابه علي ما فعلوه لان ها الفيلم سيسلك مسلك أخواته
أيضا هناك فيلم بعنوان “الميدان” للمخرجة نادين نجيم وهو تجربة في غاية الروعة والعفوية والحب وقد نجح الفيلم في ان يصل الي الترشيحات النهائية في مسابقة الاوسكار، ولكن رفضت كل الجهات التصريح بعرضه حتى الان لأنه يحمل شهادات لا يجب الاستماع اليها الان
هذه الأفلام هي جزء من قائمة كبيرة من الأفلام القصيرة والتسجيلية والطويلة التي ستواجه اللعنة.. هي اللعنة المقصودة التي تحتاج الي كل أنواع الجن كي تفك أسرها وأيضا اشك في ذلك , ولا أملك سوي أن أقول لصناع هذه الأفلام “عليه العوض”