ما حققته النجمتان نيللي كريم وشيرين عبد الوهاب هذا العام  إنجاز حقيقي لا يقل إطلاقا عن انجاز سارة وهداية في الاولمبياد الاخير، عندما فازتا بميداليتين برونزيتين، بل أن  نيللي وشيرين حققتا الميدالية الذهبية ــ من وجهة نظري ــ  وتستحقان تكريما خاصا من وزارة الثقافة و النقابات المعنية بعد أن رفعتا راس مصر عاليا في معظم المحافل الدولية وكانتا خير سفريتين  لمصر وللفن المصري.
نيللي كريم حققت انجازات تاريخية هذا العام  ,لن نتحدث عن الطفرة التمثيلية ونجاحاتها الكبيرة في الاربع سنوات الأخيرة في الدراما التليفزيونية من خلال  المسلسلات التي نصبتها “نجمة الجماهير” و”نجمة مصر الأولي” عن جدارة، بعد  أن حققت أعمالها النسب الأعلي في المشاهدة ، هذا النجاح الذي حققته تليفزيونيا لا يقل عما حققته سينمائيا هذا العام وللعلم نادرا ما يحدث أن تنجح ممثلة علي الصعيدين التليفزيوني والسينمائي بهذا الشكل

الأخلاص والتركيز والذكاء والاختيار كان لهم الفضل في تتويج نيللي ووضعها في المقدمة ، هذا العام رفضت العديد من الأفلام لتخوض تجربة “اشتباك” لايمانها باهمية الموضوع وأيضا بموهبة مؤلف ومخرج الفيلم محمد دياب رغم علمها ان الفيلم لن يحقق المكاسب المادية ولن يجعلها تتصدر الإيرادات ولكن الذكاء الفني وحده جعلها تراهن علي هذا الفيلم الصعب الذي نجح في أن يمثل مصر في أحد أكبر المهرجانات السينمائية ويتم الاحتفاء به في العالم كله حتي أن أكبر المجلات العالمية  اعتبرته  أحد أهم عشرة أفلام خلال الدورة الأخيرة لمهرجان كان السينمائي
وبالصدفة يشاهد البرتو باربيرا مدير مهرجان فينيسيا السينمائي الفيلم في عرضه العالمي الأول بمهرجان كان وينبهر باداء نيللي ويقرر أن يضمها إلي لجنة تحكيم مسابقة أفاق خلال هذه الدورة من المهرجان الأعرق بين  مهرجانات العالم السينمائية لتحقق إنجازا جديدا وتكون أول ممثلة مصرية تنال شرف هذه المشاركة .
إنجازات نيللي لم تتوقف عن هذا الحد ولكن أختير فيلمها “يوم للستات” أخراج كاملة أبو ذكري والذي تشارك في بطولته مع كوكبة من النجوم ليعرض في مهرجان لندن السينمائي في عرضه العالمي الأول كما تم اختيار ه ليعرض في افتتاح مهرجان القاهرة السينمائي وتصبح نيللي نجمة المهرجانات السينمائية هذا العام بدون منازع ، وتحقق عاما استثنائيا بكل المقاييس

واذا كانت نيللي كريم قد حققت عاما استثنائيا علي مستوي المهرجانات السينمائية فالنجمة شيرين عبد الوهاب كانت ايضا  نجمة المهرجانات الغنائية بدون منازع وكانت سفيرا مشرفا لمصر في كل المهرجانات الغنائية لدرجة أختيارها لتقف علي مسرح مهرجان بعلبك التاريخي لتعيد الصوت المصري إلي هذا المسرح العريق بعد غياب 47 عاما من أخر مشاركة لام كلثوم  ولتصبح ثاني مطربة مصرية تغني في هياكل بعلبك الشهيرة

شيرين لم تكن فقط نجمة مهرجان بعلبك ولكنها أكثر مطربة مصرية شاركت هذا العام في المهرجانات الدولية وكانت سفيرة مصر في الكثير منها ، فمهرجان صفاقس الدولي أختار شيرين لتكون ضمن كوكبة النجوم في أحتفاله الخمسين وايضا موازين بالمغرب والقائمة تطول
شيرين حصدت أيضا  مؤخرا جائزة أفضل مطربة عربية في مهرجان بياف ببيروت وعندما صعدت علي المسرح كانت اغنيتها الأولي عن مصر ولمصر
الغريب أن نيللي وشيرين حققا هذا الإنجاز رغم ظروفها الصعبة فكل منهما عانت الكثير هذا العام ، مرت نيللي كريم بظرف صعب وهو انفصالها عن زوجها بعد زواج دام 11 عام ولكنها نجحت في أن تتجاوز احزنها  وارتباكها الأسري والنفسي وتستعيد توازنها  من جديد وتقف صامدة وتتحدي كل هذه الصعوبات وتقول “انا هنا”

الصعوبات والضغوط النفسية  حاصرت ايضا شيرين التي  أعلنت اعتزلها لتعيش حياة مستقرة مع بناتها ولكنها بفضل ضغوط جمهورها والحاح موهبتها قررت أن تعود وبقوة أكبر وتعيد بناء نفسها من جديد وتتحدي  كل هذه الصعوبات لتقول ” ها انا ذا ولدت من جديد”

نيللي وشيرين اصبحتا رمزا لعدم الاستسلام وقوة المرأة المصرية في وقت المحن فشكرا لكما وتكريمكما أصبح واجب قومي فانتما نموذجا مشرفا للمرأة المصرية